إن ذات الفرد هي أغلى ما يملك، لذلك فهو دائم البحث عن الميكانيزمات يدافع فيها عن ذاته ويحميها من الوقوع في أعراض مشاعر السقوط، أو الإنحرافات النفسية، أو سوء التكليف. دفاعات الذات النفسية هي دفاعات ذاتية يطورها كل فرد بما لديه من فهم خاص، وأساليب معالجات وجدانية خاصة، وأساليب تجنب مقبولة للأخطار النفسية التي يمكن أن تتهدده. والإنسان معنيّ بالبحث عن الأدوات والطرق والميكانيزمات، والأساليب بإستمرار طيلة الحياة دون توقف لكي يتحقق له الأمن والإستقرار والتكيف النفسي المناسب. وتكاد تكون هذه الميكانيزمات عالمية تسود معظم ثقافات العالم لأن مهددات الشخصية وأخطارها يتم الشعور بها في معظم الثقافات، لذلك ليس هناك ما يهدد أفراد ثقافة دون غيره من المهددات والأخطار النفسية. والدفاعات النفسية هي عبارة عن اختراعات يطورها الفرد ذاتياً دون إذن من أحد، بل تفرضها الحماية النفسية للذات ضد الأخطار، وضرورتها تكاد تكون ملحة لأن ذلك يتعلق ببقاء الفرد سليماً نفسياً بعيداً عن التشتت والتمزق الذي يلحق بسلوك الشخصية لو تكسرت دفاعات الشخصية. ومن هنا، فإن الدفاعات النفسية تكاد تكون ضرورة ملحة لممارستها ولتهذيبها لجعل الشخص يشعر بالحماية... والإنسان نفسه معني بأن يخترع أدواته وميكانيزماته الذاتية ليشعر بكفاءته الذاتية وسويته وتكيفه السوي.