حبيبتي تنهض من نومها
محمود درويش
الدار الأهلية للنشر والتوزيع
22 درهم
لن يمرّ العائدون حرس الحدود مرابط يحمي الحدود من الحنين (أمر بإطلاق الرصاص على الذي يجتاز هذا الجسر. هذا الجسر مقصلة الذي رفض التسول تحت ظل وكالة الغوث الجديدة و الموت بالمجان تحت الذل و الأمطار، من يرفضه يقتل عند هذا الجس، هذا الجسر مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن ) الطلقة الأولى أزاحت عن جبين اللليل قبعة الظلام و الطلقة الأخرى.. أصابت قلب جندي قديم و الشيخ يأخذ كف ابنته و يتلو همسا من القرآن سورة و بلهجة كالحلم قال: _عينا حبيبتي الصغيرة، لي، يا جود، ووجهها القمحي لي لا تقتلوها، و اقتلوني (كانت مياه النهر أغزر.. فالذين رفضوا هناك الموت بالمجان أعطوا النهر لونا آخرا. ... ..و برغم أن القتل كالتدخين .. لكنّ الجنود "الطيبين". الطالعين على فهارس دفتر .. قذفته أمعاء السنين . لم يقتلوا الاثنين.. كان الشيخ يسقط في مياه النهر و البنت التي صارت يتيمه كانت ممزقة الثياب ، وطار عطرك الياسمين عن صدرها العاري الذي ملأته رائحة الجريمة و الصمت خيم مرة أخرى ، و عاد النهر يبصق ضفتيّه قطعا من اللحم المفتت ..في وجوه العائدين لم يعرفوا أن الطريق إلى الطريق دم و مصيدة. و لم يعرف أحد شيئا عن النهر الذي يمتص لحم النازحين